رازقی - التراث الطهوي
وبلاگ و اخبار

التراث الطهوي

قد لا نتمكن أبدًا من فهم أو لمس الشعور الذي اختبرته البشرية في محاولتها الأولى للطهي. لا تلك العلامات في جبال فرنسا ولا العلامات التاريخية في إفريقيا وآسيا يمكنها أن تُظهر الدافع الخاص و الشعور الدفين لدى الإنسان لبدء الطهي و مواصلته منذ آلاف السنين. دافعٌ اتخذ يومًا بعد يوم، عامًا بعد عام و قرنًا بعد قرن، شكلًا يتجاوزغريزة البقاء، ليصبح ما نراه اليوم: جزءً الا يتجزأ و فعالًا من العلاقات الإنسانية و الحياة! العصور القديمة والزراعة الأحادية و الحضارات العظيمة في التاريخ والعصور الوسطى وعصر النهضة و الثورة الصناعية و العصر الحديث الذي نعيش فيه، كان لكل منها تأثير متفاوت على شكل وجودة الطهي، تبعًا للظروف الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و البيئية.

بعد كل تقلبات التاريخ، وصلت إلينا "ثقافة الطهي" كإرث ثمين؛ هذا التراث العطر، و النكهة، و الملون أصبح متشابكًا مع حياتنا جميعًا، و الحياة بدون هذا المفهوم تبدو مستحيلة. كنزٌ تذوقناه جميعًا قليلًا في ركنٍ من مطبخ جدتنا يومًا ما، و نأمل الآن أن نكرره. من يدري؟ ربما يكون هذا الأمل في تكرار ذلك الشعور النقي هو ما يحفز البشر على مواصلة رحلة الطبخ بعد تجربتهم الأولى.